أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن 19 أسيرة فلسطينية مقابل شريط فيديو لمدة دقيقتين يظهر فيه الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت.
ومن بين المفـرج عنهن الأســيرة فاطمة يونس والدة أصغر أسير وهو الطفل يوسف الذي ولد في سجون الاحتلال. وغادرت أربع حافلات لوحدة "ناحشون" التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية تقل 18 أسيرة.
أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن 19 أسيرة فلسطينية مقابل شريط فيديو لمدة دقيقتين يظهر فيه الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت. وغادرت أربع حافلات لوحدة "ناحشون" التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية (وهي الوحدة المتخصصة بمرافقة السجناء) تقل 18 أسيرة إلى معسكر اعتقال عوفر في الضفة، بعد إطلاق الضوء الأخضر من حجاي هداس رئيس الطاقم الإسرائيلي المفاوض في قضية تبادل الأسرى، إثر مشاهدته شريط الفيديو للجندي شاليت وتأكد من مطابقته للشروط التي حددتها إسرائيل لتنفيذ صفقة إطلاق 20 أسيرة.
وتم نقل الأسيرات المفرج عنهن إلى مندوبي الصليب الأحمر الدولي حيث نقلت 17 منهن إلى الضفة الغربية عبر حاجز بيتونيا، ونقلت أسيرة واحدة إلى قطاع غزة عبر معبر إيرز، وتقرر تأجيل إطلاق سراح أسيرة ثانية من غزة إلى غد بدعوى إتمام الإجراءات الفنية حيث أدرج اسمها متأخرا في القائمة.
وظهر شاليت في شريط الفيديو حليقا وبلباس عسكري وفي صحة جيدة، ويتحدث بحرية لا يقرأ من ورقة وهو يحمل صحيفة فلسطين التي تصدر في غزة، وصورته المقاومة في 14 من الشهر الماضي، واستغرق أكثر من دقيقتين.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس شريط الفيديو بأنه مشجع، لكنه حذر من أن تأمين إطلاق سراحه سيتطلب المزيد من الوقت.
وقال المتحدث باسمه، نير حيفتس "يعتقد رئيس الوزراء أن الفيديو مهم لأنه يؤكد أن شاليت بصحة جيدة وأن حماس تتحمل مسؤولية صحته بالكامل."
من جانبه، وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإفراج عن الأسيرات بأنه مثابة مكسب للقيادة الفلسطينية. وقال خلال مراسم استقبالهن "لا ننسى أن هناك أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني ما زالوا داخل السجون الإسرائيلية ونحن نعمل على إطلاق سراحهم".
وشارك عشرات الآلاف من أنصار حماس في مسيرات تلبية لدعوة رابطة علماء فلسطين "نصرة للمسجد الأقصى" الذي يتعرض لعملية تهويد إسرائيلية محمومة، واحتفاء بالإفراج عن الأسيرات.
واستقبل رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية الأسيرة المحررة فاطمة الزق وابنها الطفل الذي كان في حضانة أمه في السجن، وقال في مؤتمر صحفي إن هذا يوم عرس وطني كبير، مؤكدا أن هذا يوم انتصار للإرادة الفلسطينية وللمقاومة والصمود الفلسطيني.
وثمن هنية الدور المصري والجهود المصرية وجهود الوسيط الألماني في إتمام صفقة "الحرائر". وأعرب عن أمله أن تكون هذه الخطوة الأولى على الطريق الصعب بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي للإفراج عن باقي الأسرى. ودعا المجتمع الدولي للاهتمام بقضية الأسرى، مشيرا إلى أنه يهتم بأسير إسرائيلي واحد ويغفل 11 ألف أسير في السجون الإسرائيلية.
وقال هنية إن الشعب الفلسطيني دفع الكثير من أبنائه ودمائه ودماء قادته وعانى من الحصار والإغلاق وتحمل الكثير من أجل كسر قيد الأسرى، مشيرا إلى أن "هذا الكثير ليس كثيرا حينما نقف إلى جانب هذه الأسيرة". وشدد على أن إطلاق سراح الأسيرات من مختلف الفصائل يؤكد على أن حماس وفصائل المقاومة الآسرة للجندي تتحرك بهذه القضية على اعتبارها قضية وطنية وليست حزبية. وقال "نحن لا نفرق بين أحد من أبناء شعبنا وبين أسرانا وأسيراتنا". وأعرب عن أمله بأن تكون هذه الخطوة فاتحة على طريق تحرير الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال وأن تكون خطوة على طريق إنجاز صفقة مشرفة للإفراج عن الأسرى وخطوة على طريق المصالحة واستعادة الوحدة الفلسطينية. وتابع "آمل أن تكون هذه الخطوة بوابة نحو مصالحة وطنية حقيقية ونحو استعادة زمام المبادرة فلسطينيا واستعادة عناصر الوحدة حتى نتفرغ لقضايانا الكبرى، القدس التي تتعرض للتهويد، واللاجئين المشردين منذ أكثر من ستين عاما، وإقامة الدولة وإنجاز التحرير".
بدورها قالت الأسيرة المحررة فاطمة الزق، من غزة إن فرحتها منقوصة لأنها تركت أخوات عزيزة عليها في المعتقلات الإسرائيلية، وإن فرحتها لن تكتمل إلا بتبييض كل السجون من الأسرى.
يذكر أن إسرائيل كانت قد أطلقت أولى السجينات الفلسطينيات من 20 أسيرة ـ براء المالكي ـ مساء الأربعاء الماضي. وتبلغ براء المالكي من العمر 15 عاما، وقد عادت إلى منزل والدها في مخيم للاجئين بالقرب من رام الله بعد إطلاق سراحها.
الوطن السعودية