منتدى قصر الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


حب...ابداع...اخلاص
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العجوز الذي يريد انا يرجع شابا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحب المستحيل
مشرف قسم القصص والروايات
مشرف قسم القصص والروايات
الحب المستحيل


ذكر
عدد المساهمات : 241
نقاط : 558
تاريخ الميلاد : 13/06/1995
تاريخ التسجيل : 23/10/2009
العمر : 28

العجوز الذي يريد انا يرجع شابا Empty
مُساهمةموضوع: العجوز الذي يريد انا يرجع شابا   العجوز الذي يريد انا يرجع شابا Emptyالسبت أكتوبر 24, 2009 5:42 am

العجوز الذي يريد أن يعود شابا"

كان أبو أيمن نجما" يكتب شعرا" وينشر مقالات وتجرى معه مقابلات تلفازية دائما" استغل هذه النجومية ومضى إلى النهاية حتى أصبح في الثمانين من عمره وظل يتصرف كأن الزمن ليس له وجود وكان يقول : إنني أعيش في الخلود بل أنا والخلود توءمان لا ننفصلان وفي حالة الخلود لا وجود للزمن 0 وهنا كان الإشكال بينه وبين زوجته التي كانت تصغره بنحو عشر سنوات لكنها دائما" كانت تعترف بواقعية مذهلة أنها تحت سطوة الزمن وما عليها إلا أن ترفع الراية البيضاء وتقف وراء النجم حتى إن بخل عليها بحزمة من ضيائه 0 بينما هو يكابر وينكر الشيخوخة والمرض معا" 0 كان يجب عليه الوقوف أمام المرآة كل صباح لكي يقرأ أين صارت تضاريس وأفعال الزمان 0
ولعل أشد ما كان يدهشها فيه هو إصراره على عدم الإكتراث بما يفعله الزمن بشعره ، كان يحلق ذقنه ويغسل وجهه بصورة آلية و يتعطر كما هي عادته منذ بلغ السادسة عشرة من العمر 0
يخرج إلى سهرة بسيارته القديمة ويدعو زوجته لتشاركه وهو يعرف أنها ستعتذر0 فتقول له : أنت لا تعترف بالزمن ، أنا امرأة عجوز لذا أفضل ألا أحرجك أمام زملائك فأغفو أمام عيونهم قبل أن تبلغ العاشرة مساء" وفي مكان عام 0 كان يجد في موقفها ما يشجعه على مواصلة حياته وكأنه عازب ومن دون تغيير يذكر ففي الخارج هو النجم ، هو الشاب ، هو الذي يسحر النساء الصغيرات الطامحات إلى موقع في عالم النجومية 0
كان كريما"عليهن بالوعود ، وكان يحمل كل حلم من أحلامهن ويحلّق به معهن إلى ما شئن 0 وتكون تلك عملية فتح بائنة للباب على مصراعيه أمامه لكي يدخل ولكي تقرأ السيدة ما تعنيها كلماته من مشاعر نحوها في مقالاته وكان يتمادى فيطلب منها السماح له بأن ينشر قصيدة عنها مهداة إلى جدائل شعرها أو إلى سعة عينيها وقدرتهما على اختراق القلوب 0 أشغلته مؤخرا" امرأ قال عنها (إنها خاصة إنها مذهلة ) يقول لديه موعد مع نجم ساطع وأنا من سيطلقها في الفضاء الرحب ومن يجعل الآخرين يرونها ويتمنون دفء ضيائها لتأخذ مكانتها التي أرى أنها تستحقها 0 كان على موعد ثان معها ، وانتظر على نار أن يحين الوقت لكن سيارته في تلك الليلة وقبيل الموعد المحدد بساعتين لم يستطع أن يديرها 0 فما كان منه إلا اختيار تجنب الصراع معها وخرج يطلب واسطة نقل إلى مكان الموعد ، كان في الوقت متسع ، فلماذا لا ينتقل مثل الملايين بالسيارات العامة ؟
الحافلات تتوقف أمام المقهى حيث الموعد ولما كان في غير عجلة فلا بأس من مشاطرة الناس في معاناتهم
الحافلة الخضراء تتهادى من بعيد انتظرها وتهيأ لكي يشير إليها حتى تنقله إلى حيث يخبط قلبه كأنه المراهق من جديد 0 فتعجب أن السائق توقف بالحافلة أمامه مباشرة" ، صعد وهو يشعر للمرة الأولى من وقت طويل بأن ركبتيه في حالة غير اعتيادية ، أرجع السبب لارتفاع سلم الحافلة 0 أعطى السائق مبلغ عشر ليرات ، فناوله السائق تذكرة فقرأ لافتة تملي على الراكب مايفعله ( اقطع التذكرة من الطرفين للشخص الواحد ) في اللحظة التي أتم فيها قطع التذكرة ، كان يستمع لصوت رجل يقول : تفضل يا حاج ، لكنه لم يحرك ساكنا" لأنه ما كان يظن أنه المعني بالنداء ولم يكن هناك مقعدا" شاغرا" فبادر إلى القبض على أحد الأعمدة في الحافلة ويقضي طوال الطريق واقفا" 0 لكنه تنبه مرة أخرى إلى أن شابا" كان قد نهض من مقعده وهو يكرر نداءه الموجه إليه : تفضل يا حاج 0 كان عليه أن يجلس وسط دهشته من وصف الشاب له على أنه ( حاج ) لكن توقف الحافلة المفاجئ
كاد أن يطيح به ، فاكتشف عدم ثبات قدميه في حالة الوقوف في الحافلة 0 فتشكر الشاب وراح يجلس في مقعده 0 كانت التذكرة ما تزال بين أصابعه يعابثها دون قصد وهو منهمك في محاولة تفسير سر تصرف الشاب فقال في نفسه : ربما هو أحد المعجبين بي ، أو ربما شاهدني في مقابلة تلفازية 0 كان يقلب التذكرة فتوقفت عيناه عند كلمات مطبوعة في ظهرها ( احترم العجزة والمسنين وافسح المجال لهم بالجلوس على المقاعد ) تساءل : لماذا لم يكتبوا افسح المجال أمام السيدات كما كنا نحن نفعل أيام زمان ؟ هناك شعورا" غامضا" غير مريح عاد يغمره : احترم العجزة والمسنين 0 لست عاجزا" 0 فإذا" أنا مسن ، كانت الحافلة تتوقف لتلتقط عددا" من الناس ، دخلت سيدة متوسطة العمر وهي تحمل كيسا" مملوء" بالخبز فنهض من مكانه وهو يقول : تفضلي يا مدام 0
فجأة" هناك صوتا" قويا" كان قد اخترق أجواء الحافلة : ابق في مكانك يا حاج ، تفضلي اجلسي مدام 0
صعق تماما" ولم يكن متأكدا" إن كان هو المقصود بلفظة ( يا حاج) أم سواه 0 لكنه ظل جالسا" يجتاحه إحساس بثقل في تنفسه وبضيق في صدره ، كان ثمة وجه النجمة من بعيد يرنو إليه 0 لكنه شعر بتخاذل ركبتيه وبتعب شديد فأغمض عينيه على صورة وجه باسم لا أثر لتجاعيد الزمن في أي جزء منه ، وجه يبعث في النفوس نشوة الديمومة والعافية ، وليس يدري لماذا انتقل فورا" إلى وجه زوجته ليكتشف أنها شاخت وكبرت وهي أصغر منه بعشر سنوات ألا يجدر بي أن أقرأ الزمن في وجهي غدا" عندما أحلق ذقني ؟
كان يدرك أن الحافلة تجاوزت المقهى لكنه فضّل البقاء في مقعده وأغمض عينيه وراح يحلم بأول مرة نهض فيها من مكانه في حافلة نقل ركاب ليجلس شابة من جيرانهم في مكانه ويبقى هو واقفا" ولكن بثبات ومن دون أن يتشبث بعمود وتساءل متى حدث ذلك ؟ ربما قبل أكثر من ستين عاما" 0 أخذه الخدر فغاب عن الزمن ، أفرغت الحافلة من فيها من الركاب في آخر موقف 0 فلقد اندهش السائق حين وجد شيخا" كبيرا" مغمض العينين في مقعده وطيف ابتسامة يتهادى على شفتيه ولم يستجب للنداء والرجل كان يضحك وهو نائم 0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العجوز الذي يريد انا يرجع شابا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شاب يريد ان يتزوج اخته((لاحول ولا قوة الى بالله))
» كاكا يريد العودة للمشاركة في ريال مدريد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قصر الحب :: المنتديات الثقافية :: قسم القصص والروايات-
انتقل الى: